الأحد، 27 أغسطس 2017

قطعة تجارب الحضارة

قطعة تجارب الحضارة




1- إن الحضارات التي شهدها التاريخ الإنساني قد مرت بثلاث مراحل رئيسة ، وهي : مرحلة التكوين ، ومرحلة الازدهار ، ومرحلة التدهور والانحطاط . ولا شك أن الحضارة العربية الإسلامية لم تخرج عن هذه التجربة . ففي مرحلة التكوين ، التي استغرقت قرنين من الزمن تقريبًا ( الأول والثاني للهجرة – السابع  والثامن  للميلاد )  نج العرب المسلمون في بناء حضارة من عناصر ومصادر متعددة . أولها  ما جاء به الإسلام من قيم ومبادئ تتناول شؤون الدنيا والآخرة ، وثانيها – تراث العرب القديم وقيمه الإيجابية ، وثالثها  تراث الشرق القديم الذي كان منبعًا ثريًا لحضارة الشرق والغرب في العصور القديمة ، ورابعها – إنجازات الحضارة الإغريقية والفارسية والهندية والصينية التي أفاد منها العرب والمسلمون في تكوين حضارتهم . اما مرحلة الازدهار ( العصر الذهبي ) فقد استمر زهاء ثلاثة قرون ( الثالث والرابع والخامس للهجرة – التاسع والعاشر والحادي عشر للميلاد ) ، وفيها أبدع العرب والمسلمون في كل ميادين الضارة وتزعموا العالم خلالها في : العلم ، والنظام ، والتسامح ، والاقتصاد ، والسياسة . وتتلمذ الأوربيون على أيديهم في كل ميادين العلم والمعرفة . أما المرحلة الثالثة ، وهي مرحلة التدهور والانحطاط ، قد بدأت طلائعها منذ( القرن السادس  للهجرة  الثاني عشر للميلاد تقريبًا ) واستمرت بالنسب إلى الشرق العربي الإسلامي حتى أواسط القرن الثالث عشر للهجرة ( التاسع عشر للميلاد )

2- قبل أن نتناول أسباب التدهور والانحطاط ، ينبغي أن نشير إلى بعض الحقائق التي يجب أن نأخذها بعين الاعتبار ، لأنها تشكل مدخلاً علميًا لمعالجة الموضوع :

أ- إن التدهور الذي أصاب الحضارة العربية الإسلامية لم يحدث حدوثًا مفاجئًا ، دون مقدمات أو مؤشرات ، وإنما كان عملية بطيئة تجمعت عناصرها خلال فترات زمنية طويلة ، أي لم تنبثق على الساحة في عصر واحد أو في مكان واحد .

ب- إن ضعف حضارتنا لا يعود إلى عامل أو سبب واحد مهما كان هذا العامل أو ذلك السبب فعالاً ومؤثرًا ، وإنما يرجع إلى جملة من العوامل التي تفاعلت مع بعضها خلال فترات تاريخية معينة ، وأدت إلى تحول نوعي في مسيرتها ، ولهذا فالمنهج العلمي يقتضي أن نأخذ كل العوامل بعين الاعتبار في دراستنا لهذه المسألة .

ج-  إن تدهور الحضارة العربية الإسلامية ، لا يعني بالضرورة الموت المطلق لكل أشكال النشاط الفكري على امتداد  العالم العربي الإسلامي خلال قرون الانحطاط التي أشرنا إليها .

د- إن الانحطاط لم يحدث في كل أرجاء العالم العربي والإسلامي في زمن واحد ،  فطلائع الانحطاط ظهرت في المشرق العربي والإسلامي منذ القرن ( السادس للهجرة – الثاني عشر للميلاد )

3- أهم أسباب الانحطاط : هناك جملة من الأسباب التي أدت إلى تدهور الحضارة العربية الإسلامية وانحطاطها ، بعضها داخلية وبعضها الأخر خارجية ومنها :

(1) أسباب سياسية : ما أصاب العالم العربي والإسلامي من تمزق في وحدته السياسية ، إذ حلت الكثرة محل الوحدة ، وقامت على أنقاض الدولة الواحدة ممالك ودول عدة ، في مشرق العالم الإسلامي ومغربه ، فإذا كانت سلطة الخليفة في العصر الأموي قد امتدت من الأندلس غربًا إلى سمرقند شرقًا ، فإن هذه السلطة لم تعد تتجاوز في القرن الأخير من التاريخ العباسي ( السابع للهجرة – الثالث عشر للميلاد ) مدينة بغداد وضواحيها ، ولقد تعزز الانقسام السياسي بتمزق الوحدة الدينية ، إذ أخذ يتنافس على زعامة المسلمين منذ القرن ( الرابع للهجرة – العاشر للميلاد ) ثلاثة خلفاء : عباسي في بغداد ، وأموي في قرطبة ، وفاطمي في القاهرة ، ولا شك في أن هذه الانقسامات جميعًا أدت لاندلاع الحروب بين القوى الإسلامية ، ودفع المسلمون عامة ثمنًا غاليًا من أرواهم واقتصادهم ومدنيتهم ، ويكفي أن تقرأ ما دار في المشرق العربي الإسلامي من حروب بين السلاجقة والفاطميين والعباسيين ؛ لندرك كيف اسْتُنفذت  طاقة الأمة المادية والأدبية ، وكيف قطع الصليبيون ثمار هذه الحروب في أواخر القرن ( الخامس للهجرة – الحادي عشر للميلاد ) كما علينا أن نذكر قصة الروب التي دارت في الأندلس بين ملوك الطوائف وأثرها على مصير العرب المسلمين وحضارتهم .

(2) إن الإرهاب السياسي الذي عمّ العالم العربي والإسلامي كان له أبلغ الأضرار  على كل ألوان النشاط الضاري في المجتمع الإسلامي , فقد أصبت مبادئ الإسلام في الشورى والمساواة والعدالة والتسامح في وادٍ  والممارسات السياسية في وادٍ آخر . فقد تكم الأتراك المرتزقة بمصير الخلفاء العباسيين منذ أواسط القرن التاسع الميلادي ، فكم من خليفة قُتل أو خُلع وسملت عيناه أو ألقي في نهر دجلة ، ثم حل الطغيان البويهيين منذ أواسط القرن الحادي عشر الميلادي واستمر هذا الإرهاب السياسي في عصر المماليك (1250-1517م) الذي كان الحكم فيه لمن غلب . ولنتذكر مثلاً كيف كان مصير السلطان عز الدين أيبك وشجر الدر والسلطان قطز ... إلخ وخلال هذه العصور من الإرهاب السياسي والصراع على الحكم لم تتردد القوى الإسلامية في استخدام أكثر الأساليب وحشية لتبيت سلطانها وتصفية المنافسين لها ، أما جماهير الأمة فقد كانت تحتضن همومها وآلامها ، ولا علاقة لها بصنع القرار ، بل سُحق شعورها بالانتماء إلى الأرض والحضارة  ، وأخذت تبث عن قوتها اليومي قبل القرطاس والقلم .

4- ويعد تدهور الحياة العلمية سببًا من أسباب انحطاط الضارة العربية ، ومظهرًا من مظاهره . فقد غابت الأفكار المبدعة واختفت العقلية العلمية لحل محلها الخرافات والغيبيات وأننا لا نستطيع أن نغفل أثر بعض هذه العوامل في تدهور الضارة العربية والإسلامية ، وأهمها :

- الحروب الصليبية (1098- 1291) لا شك في أن الحروب الصليبية قد استنفدت الموارد الاقتصادية لدول المشرق العربي ، التي حملت لواء الجهاد ضدهم ، وبخاصة الدولة الزنكية ، والأيوبية ، والمملوكية ، فقد كانت مسألة شراء الاسلحة والحديد والأخشاب والرقيق وبناء القلاع والصون تأتي في أولويات مشاريعها ونفقاتها ، منا أن حالات التوتر والقلق والحماس الديني ، الذي عم أبناء المشرق العربي ، وعلى امتداد قرنين من الصراع مع الصليبين ، قد شغل الناس عن مسائل العلم والثقافة من ناحية ، وأُلحق أبلغ الأضرار بالاقتصاد الذي يستند إليه التقدم الحضاري من ناحية أخرى .

- الغزوات المغولية : تعد الغزوات المغولية أكثر الغزوات التي تعرض لها العالم العربي الإسلامي قسوة ووحشية فقد دمر المغول أيام جنكيزخان عواصم العلم والثقافة والتجارة في شرق العالم الإسلامي ، مثل : سمرقند وبخارى ونيسابور وغيرها ، وبما كانت تحتويه من مئات المساجد والمدارس والمكتبات والأسواق ، هذا فضلاً عن قتل وتشريد آلاف العلماء والأدباء ، وكان نهب بغداد ( عاصمة الخلافة العباسية ) وتدميرها كارثة حضارية وإنسانية . ثم جاءت غزوات تيمورلنك لتذكر العالم بفظائع أسلافه المغول .

5 – هذه بعض جوانب قصة ضعف حضارتنا وانحطاطها ، وهي قصة طويلة ومعقدة ، ومسرح الأحداث فيها واسع وفسيح ، والعوامل التي أسهمت في صوغ فصولها كثيرة ومتداخلة ، بحيث لا يمكن الفصل فيها فصلاً قطعيًا . وتبقى هذه القصة في حقيقتها ، هي حكاية تمزقنا ومنازعاتنا ، وفشلنا في حفظ حضارتنا ( كما يحفظها الرجال ) هي قصة اغتيال العقل والحرية في تاريخنا أمة وأفرادًا .

1 : المعنى في المغول " احتلت أراضينا وتنهش أجسامنا " :   

أ  الأولى حقيقي والثاني مجازي    ب  الأولى والثانية حقيقي

ج الأولى مجازي والثاني حقيقي    د   الجملة مجازية

2 : يسلبون نساءكم وينهشون دماءكم :

أ  الأولى حقيقي والثاني مجازي    ب  الأولى والثانية حقيقي

ج الأولى مجازي والثاني حقيقي    د   الجملة مجازية

3 : معنى " تكريس " :

أ تضعيف         ب  كراسي          ج تقوية      د  تكرار

4: عبارة " الأيدي المختلفة  " تدل على :  

أ  العمل والقوة               ب الفرقة والتفرق

ج  الدهاء والدسيسة         د  التنوع

5: التجارب التي ذكرت في القطعة :

أ  اثنان إيجابيتان وواحدة سلبية

ب  اثنان سلبيتان وواحدة إيجابية  

ج  إيجابية      

د   سلبية

6: عدد التجارب التي ذكرت في القطعة :

أ  2                 ب   3               ج  4          د  5

7 : التجارب التي ذكرت في القطعة :

أ   كلها إيجابية                         ب   كلها سلبية   

ج واحدة إيجابية                        د    واحدة سلبية  





استيعاب المقروء

تجارب الحضارة الإسلامية
((1)) أ
((2)) أ
((3)) ج
((4)) ب
((5)) ب
((6)) ب
((7)) ج
الإيجابية هي وحدة المسلمين



تحليل إجابة السؤال الخامس : ( الأول في المحوسب )

التجربة الأولى ين كانت العرب متفرقين  ثم جاء الإسلام ووحدهم ،  التجربة الثانية افتراق أمراء الأندلس ( وهناك تجربة ثالثة – فانتبه للخيارات )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مصمم تعليمي: نموذج عبد اللطيف الجزار المطور للتصميم التعليمي

مصمم تعليمي: نموذج عبد اللطيف الجزار المطور للتصميم التعليمي : نموذج عبد اللطيف الجزار المطور للتصميم التعليمي يتكون نموذج عبد اللطيف الجز...